ایکنا

IQNA

رفض إدعاءات وسائل الإعلام الاجتماعية حول أول مصحف في الإسلام

13:52 - July 12, 2020
رمز الخبر: 3477330
عواصم ـ إکنا: رفض الخبراء والمحققون ادعاءات مستخدمي وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي حول الصورة التي تظهر مصحفاً قديماً ادّعى ناشروها أنه أول مصحف في الاسلام.

وتداول عدد كبير من مستخدمي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صورة تظهر مصحفاً قديماً ادّعى ناشروها أنه أول مصحف في الاسلام، مصحف عثمان بن عفان(ثالث الخلفاء الراشدين).

وانتشر الادّعاء على وسائل التواصل الاجتماعي بعدة صيغ كان منها: "أول مصحف في الإسلام مصحف عثمان بن عفان".

ونُشر هذا الادعاء من قبل عدة حسابات، فكان منها صفحة V i o l i n وهي صفحة عامة يتابعها أكثر من 2.2 مليون شخص، إذ أنّ الادعاء نُشر من قبل الصفحة بتاريخ 9 يوليو‏، الساعة 12:41 صباحًا، وحصل المنشور حتى وقت التحديث على نحو 45 ألف تفاعل وشاركه نحو 532 شخصًا.

و"أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين هو أول من جمع القرآن وسماه المصحف، وشاع أيضًا بين الناس أنّ هذا المصحف هو أحد المصاحف التي أرسلها عثمان بن عفان إلى الأمصار الإسلامية وأنّ عليه قطرات دمه".

إلّا أنّ هذا القول غير صحيح، فالمصحف الظاهر في الصورة المرافقة للادعاء تعود لمصحف قديم موجود في مسجد الإمام الحسين{ع} في القاهرة، والدراسات التي أجريت عليه تستبعد أن يكون أحد المصاحف العثمانية.
رفض إدعاءات وسائل الإعلام الاجتماعية حول أول مصحف في الإسلام

صورة للمصحف في المشهد الحسيني بالقاهرة

يقول صلاح الدين المنجد، وهو مُحقّق مخطوطات مشهور: "ونعتقد أن هذا المصحف ليس من مصاحف عثمان، ولا مصاحف القرن الأوّل قطعًا".

وتؤكد الدكتورة سعاد ماهر بعد دراسة مصحف المشهد الحسيني أنه يعود إلى فترة النصف الثاني من القرن الأول الهجري على أقل تقدير، وقد ذكرت ذلك في كتابها: "مخلفات الرسول في المسجد الحسيني".

وهذا هو رأي الأستاذ حسن عبد الوهاب وغيره من العلماء المحققين أيضًا منهم طيار آلتي قولاج -محقق وباحث في مجال الدراسات القرآنية- كونه تفحّص المصحف من أوله لآخره.

وقد ذكر ذلك في محاضرة له في أكاديمية برلين براندنبرغ للعلوم الإنسانية بعنوان "المصاحف المنسوبة إلى عثمان و{الامام} علي(ع)".
 
وعلى هذا يمكن أن يكون هذا المصحف مكتوبًا في الفترة من نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الهجري (نهاية 600م- بداية 700م).

ما هي قصة مصحف عثمان؟

بعد تولي أبي بكر الصديق إمارة المسلمين، ودارت حروب ومعارك عنيفة مع أهل الردة، فاستشهد عدد كبير من الصحابة، اشتد ذلك على الصحابة، ولا سيما على عمر بن الخطاب فاقترح على أبي بكر أن يجمع القرآن الكريم؛ خشية ضياعه بموت الحفاظ.

تردّد أبو بكر الصديق ثم وافق وأمر زيد بن ثابت رضي الله عنه، وكان من كُتّاب الوحي، بتتبّع القرآن وجمعه.

وقد قوبلت تلك الصحف التي جمعها زيد بما تستحق من عناية فائقة، فحفظها أبو بكر ثم عمر بعده حتى شهادته.

ثم حفظتها أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر بعد وفاة والدها، حتى طلبها منها عثمان  ليستنتسخ منها مصاحفه اعتمادًا عليها، ثم ردّها إليها إيفاء بالعهد الذي أعطاها إياه يمكنك معرفة بقية التفاصيل من خلال المقطع المختصر التالي:

أين هو المصحف الذي احتفظ به عثمان لنفسه الآن؟

فقد قدمت الدكتورة سحر السيد عبد العزيز بحثًا تتبّعت فيه الأخبار التاريخية عن مصحف عثمان، انتهت فيه إلى القول: إن آخر ما وصلنا عن هذا المصحف كان في القرن الثامن الهجري، وبعدها انقطعت أخباره عنا.

وكما أخبر الشيخ طه الولي: أنّ الناس من فرط حرصهم على التشرّف بنيل هذا الأثر العظيم يتوهمون أنّ كلّ مصحف مكتوب بالخط الكوفي على الرّق لا بد وأن يكون هو النسخة نفسها التي كُتبت في أيام عثمان ولو لم تكن في الواقع كذلك.

ووضّح الشيخ زاهد الكوثري فيما يخص قطرات الدم فقال: "وكثير من الماكرين يجترئون على تلطيخ بعض المصاحف القديمة بالدم، ليُظن أنّه كان بيد عثمان حينما قُتل. وكم من مصاحف مُلطّخة بالدم في خزانات الكتب".
رفض إدعاءات وسائل الإعلام الاجتماعية حول أول مصحف في الإسلام
 
المصدر: fatabyyano.net
captcha