وإستخدمت مفردة "فلاح" في القرآن الکریم بمعنی السعادة والإنتصار حیث قال تعالی في سورة المؤمنون الآیة رقم 1 "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ" وقال في سورة البقرة الآیة رقم 5 "أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" وجاء في سورة طه الآیة رقم 64 "...قَدْ أَفْلَحَ الْیَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى".

وجمیعنا نبحث عن السعادة ولکن هناك ما یعیقنا ویعرقل طریقنا في هذا الإتجاه والفلاح لمن ینجح في إزالة کل العراقیل وتحقیق السعادة لنفسه. 

والسعادة الحقیقیة هي القرب من الله عزّ وجلّ والسبیل نحو ذلك هو الصلاة وطاعة الله سبحانه وتعالى وبالتالي فإنه يمكن القول إن في الصلاة فلاحاً یقال لأنها تحرر الإنسان من القیود المادیة في الدنیا وتدفعه نحو السعادة وتنزهه من اللوث وإسارة الشیطان. 

وقال الله تعالی في سورة العنکبوت الآیة رقم 45"إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ لَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ" لیؤکد لما أن الصلاة هي السبیل نحو البارئ عز وجل وبها یتنزه المؤمن ویجتنب الفحشاء والمنکر، كما خاطب الله سبحانه وتعالي النبي موسى(ع) في الآية الـ14 من سورة "طه" المباركة "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي". 

مقتطفات من كتاب "به سوی تو"(نحوك) للمفسر والفقیه والمفکر الایراني وأستاذ الحوزة العلمية والجامعة "آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (1935-2021). قام الراحل "الشيخ مصباح اليزدي" بتأليف العديد من المؤلفات حول العلوم الإسلامية، بما في ذلك التفسير، والفلسفة، والأخلاق، والمعارف الاسلامية.